جنى الألفي – بنت مصر التي حلمت .. فوصلت — كورافيا

في عالم الرياضة، تبرز بين الحين والآخر مواهب استثنائية تلفت الأنظار بقدراتها وإنجازاتها، وفي قلب القاهرة، ظهرت موهبة غير عادية.

جنى الألفي، اللاعبة المصرية الشابة، تُعدُّ واحدة من هذه المواهب التي سطعت في سماء كرة السلة، محققة إنجازات محلية ودولية جعلتها محط اهتمام عشاق اللعبة قارياً وعالمياً.

بداية الحكاية… في حضن الأهلي

وُلدت “جنى” في 20 سبتمبر 2005 في القاهرة، ومنذ نعومة أظافرها، أظهرت شغفاً كبيراً بالرياضة، وخاصة كرة السلة، متأثرة بوالدها إيهاب الألفي، مدرب المنتخب المصري للسيدات، كما أن والدتها هي دينا جودة، لاعبة السابقة للكرة .

وانضمت إلى صفوف النادي ، حيث بدأت مسيرتها الرياضية ولفتت الأنظار بمهاراتها الاستثنائية. من أول يوم مسكت فيه الكرة، كانت مختلفة، لكن موهبتها لم تستند إلى اسم والدها، بل فرضت نفسها في كل مباراة، مع كل نقطة، وكل بلوك وريبوند.

وحققت مع القلعة الحمراء العديد من البطولات على صعيد الناشئات والفريق الأول، ومن ضمنها دوري المرتبط ودوري السيدات في مواسم عديدة.

إنجازات دولية بارزة

لم تقتصر موهبتها على الساحة المحلية، بل تألقت في المحافل الدولية.

في بطولة كأس العالم تحت 19 سنة لعام 2023، تصدرت قائمة الهدافات بمتوسط 21.4 نقطة في المباراة، واحتلت المركز الرابع في المتابعة بمتوسط 11 متابعة. كما قادت المنتخب المصري لتحقيق الميدالية الفضية في بطولة أفريقيا تحت 18 عامًا عام 2022، بمعدل 24 نقطة و11.5 متابعة في المباراة.هذه الأرقام المميزة جعلتها محط أنظار الجامعات والفرق العالمية.

الانتقال إلى جامعة كونيتيكت

في خطوة جريئة، قررت جنى الانتقال إلى الولايات المتحدة للانضمام إلى فريق جامعة كونيتيكت العريق في كرة السلة النسائية.

هذا القرار لم يكن سهلاً، خاصة مع فارق الثقافة والبعد عن الوطن، لكنه عكس طموحها ورغبتها في تطوير مستواها والاحتراف في أعلى المستويات، والوصول إلى حلم التواجد في دوري كرة السلة الأمريكية للمحترفات كأول لاعبة مصرية وعربية.

موسم التحديات والإنجازات

واجهت جنى في موسمها الأول مع فريقها تحديات عدة، منها التأقلم مع أسلوب اللعب المختلف والمستوى التنافسي العالي.

لكنها سرعان ما أثبتت جدارتها، رغم الإصابة اللعينة التي أبعدتها موسماً كاملاً عن المشاركة مع الفريق.

وساهمت في تحقيق الفريق للقب البطولة الوطنية للجامعات لعام 2025، لتكون أول لاعبة مصرية وعربية تحقق هذا الإنجاز الرائع.

وحضر والداها من مصر لمشاهدة هذا الإنجاز التاريخي بالتواجد في مواجهتي الدور نصف النهائي والنهائي للبطولة، مما أضفى طابعاً عاطفياً على هذه اللحظة التي لا تُنسى لها.

رؤية مستقبلية

تُعدُّ جنى الألفي مثالاً حيًا للإصرار والعزيمة، ورمزاً للشباب المصري الطموح. مع استمرارها في تطوير مهاراتها واكتساب الخبرات، يُتوقع أن يكون لها بصمة أكبر في عالم كرة السلة، سواء على المستوى الجامعي أو الاحترافي.

“جنى” ليست مجرد لاعبة كرة سلة؛ إنها قصة نجاح ملهمة تعكس كيف يمكن للشغف والعمل الجاد أن يصنعا الفارق ويحققا الأحلام.